تزامنا مع أحداث 11 ديسمبر 1960 الخالدة والذكرى السنوية الرابعة لإطلاق أول قمر اصطناعي جزائري للاتصالات ألكوم سات 1، أشرف كل من السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي عبد الباقي بن زيان والسيد المدير العام للوكالة الفضائية الجزائرية عز الدين أوصديق على الافتتاح الرسمي للمدرسة الوطنية العليا للعلوم الجيوديزية والتقنيات الفضائية بأرزيو بحضور إطارات سامية من المؤسستين والسلطات الولائية لوهران.

خلال كلمته الافتتاحية، أشار السيد المدير العام للوكالة الفضائية الجزائرية على أن هذا الصرح العلمي يعتبر امتدادا لما قام به المركز الوطني للتقنيات الفضائية منذ 1987 من تكوين في التعليم العالي و البحث العلمي في المجالات ذات الصلة بالتقنيات الفضائية لصالح مختلف القطاعات الاجتماعية والاقتصادية.

كما أكد من جهة أخرى أن تدشين هذه المدرسة يأتي استجابة لمتطلبات الوقت الراهن الذي يفرض حتمية مواكبة العصرنة والتطور التكنولوجي الحاصل عبر دول العالم وهو الهدف الأسمى للبرنامج الفضائي الوطني 2020-2040، كما أن الوصاية البيداغوجية التي تشرف عليها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ستضفي على برامج التكوين بالمدرسة التنسيق اللائق بين الوحدات العملياتية للوكالة الفضائية الجزائرية ومختلف المؤسسات الجامعية والاقتصادية.

من جهته أبرزالسيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي خلال كلمته أن تدشين مثل هذه المدارس العليا يأتي في إطار تعزيز استراتيجية الوزارة الهادفة بصفة خاصة إلى دعم مؤسسات التعليم والبحث التي تعنى بإعداد برامج تكوين في مجال الذكاء الاصطناعي والذي يعتبر من بين ركائز خلق وتطوير المؤسسات الناشئة في المجال الاقتصادي.

كما نوه السيد الوزير، في نفس السياق، على أن المدرسة الوطنية العليا للعلوم الجيوديزية والتقنيات الفضائية، ستلقى كل الدعم من طرف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في إطار العمل المشترك مع الوكالة الفضائية الجزائرية سعيا منهما لتكوين إطارات ذات كفاءة عالية قادرة على الدفع بعجلة التنمية.

في مداخلته حول نشاطات التكوين التي ستقوم بها المدرسة، قدم السيد محمد أكرم صديقي مدير مساعد مكلف بالتعليم والشهادات والتكوين المتواصل عرضا بالأرقام حول مختلف أنماط وأطوار التكوين منذ سنة 1971 تاريخ تأسيس المعهد التكنولوجي للطبوغرافية إلى غاية إنشاء المدرسة بموجب المرسوم التنفيذي 20-300 المؤرخ في 15 أكتوبر2020 مع إعطاء أمثلة عن مواضيع مذكرات تخرج الطلبة المهندسين ذات الصلة بالانشغالات الحالية لعديد القطاعات الاقتصادية والاجتماعية.

في إطار التكوين في الطور الثاني، تمت الإشارة إلى التحاق 40 طالبا قادمين من المدارس العليا والجامعات من كافة ربوع الوطن بعد دراسة 131 ملفا من طرف لجنتي انتقاء الملفات و إجراء المسابقة وذلك تطبيقا للقرار الوزاري المشترك المؤرخ في 04 ماي 2021 والمحدد لشروط وأحكام الالتحاق بالتكوين في الطور الثاني الذي تضمنه المدرسة الوطنية العليا للعلوم الجيوديزية والتقنيات الفضائية، حيث تم قبول 15 مترشحا على أساس الشهادة (من المدارس العليا الناجحين في المسابقة الوطنية) و 37 مترشحا لإجراء الامتحانات الكتابية بتاريخ   16 أكتوبر 2021  على مستوى المدرسة، لتسفر المداولات عن قبول الطلبة الأوائل و عددهم 25.

فيما يتعلق بالتكوين ما بعد التدرج المتخصص والتكوين في الدكتوراه، يسهر الطاقم الإداري للمدرسة حاليا على ترتيب استقبال أولى الدفعات في أقرب الآجال وفي الختام تم التعريف بهياكل المدرسة البيداغوجية والخدماتية مع عرض آفاق التكوين المتواصل وحسب الطلبة.

تكملة للتعريف بوحدات الوكالة الفضائية الجزائرية، ألقى السيد ماحي حبيب مدير مركز التقنيات الفضائية مداخلة حول مهام المركز المتعلقة خصوصا بالبحث العلمي والمشاريع المنجزة في إطار البحث والتطوير من طرف الإطارات المختصة على مستوى دوائر الجيوديزيا الفضائية، أنظمة المعلومات ذات المرجعية الفضائية ودائرة رصد الأرض مع تسليط الضوء على الاتفاقيات المبرمة مع الشركاء الوطنيين التي تم تجسيدها في مختلف القطاعات ليختم كلمته بآفاق التطوير في إطار البرنامج الفضائي الوطني 2020-2040.

كما تم على هامش الزيارة، إبرام اتفاقية بين جامعة العلوم والتكنولوجيا ‘محمد بوضياف’ ومركز تطوير الأقمار الاصطناعية التابع للوكالة الفضائية الجزائرية في إطار تعزيز التعاون وترقية البحث العلمي والتكنولوجي لتختتم الزيارة بتفقد الهياكل القاعدية والبيداغوجية للمدرسة والاستماع لآراء بعض الطلبة الجدد.